آخر أعمال الفنان الراحل مقبول فدا حسين وجد موطنًا دائمًا له في رحاب المدينة التعليمية، ويتناول العمل الفني مسيرة تقدّم بني البشر وترحالهم في الأرض، والجو، والبحر.

ولد مقبول فدا حسين في 29 نوفمبر 1913، قبل أكثر من قرن مضى. وكشخص تربطه علاقة وثيقة بثقافته، وجد الفنان إلهامه في طيات النسيج الديني والثقافي للمجتمعات التي عاش فيها، والتجارب الحياتية التي خاضها. نشأ حسين في زمن اشتدت فيه الاضطرابات التي كان لها أثرٌ بالغٌ في أعماق نفسه كما ألقتْ بظلالها عليه سياسيًا، فاتخذ من الفن ملاذًا مذ كان يافعًا، وتعلّم بجهده الذاتي الرسم والتلوين، وفن الخط، وغير ذلك من وسائل التعبير الفنية.

بكل تفاصيله المتداخلة، يحمل هذا العمل الفني معنى بسيطًا جدًا، ألا وهو: الاحتفاء بروح الإبداع والابتكار لدى بني البشر، فيروي قصة تطور الإنسان، التي بدأت به وهو يجوب الأرض على قدميه ليكتشف بديع صنع الله، مستجيبًا للأمر الإلهي المنزل في

رؤية حسين تصور هذا العمل الفني حركيًا، يختبره المشاهدون بحواسهم، فتحوي إحدى رسومه التخطيطية من عام 2009 رسمًا لأحصنة على حائط من الفسيفساء، وتمثالًا لعباس بن فرناس يتدلى من السقف، ومنحوتة لآلة الطيران التي اخترعها دافينشي، وأحصنة من زجاج ملون، وسيارات قديمة. يقول حسين: "المجموعة كلها كأنها عرض أحصنة من زجاج كريستالي ترقص على أنغام أغنية تقليدية للفروسية تتجلى فيها مظاهر الشجاعة والقوة".

وجد هذا العمل الفني موطنًا دائمًا له في رحاب المدينة، وذلك في مبنى سيروا في الأرض الواقع بجوار مطعم "شيفز جاردن"، والشقب.