تجاوز التحديات: السباحة لكل القدرات في مؤسسة قطر

يُتيح البرنامج لجميع أفراد المجتمع في قطر من مختلف الجنسيات والأعمار الاستفادة من برامج التدريب المتخصص التي تناسب جميع القدرات

Ability Friendly Tap Story - Cover Slide

تُعدُّ البرامج الرياضية الملائمة لجميع القدرات وسيلة مهمة لتعزيز المشاركة المجتمعية، وتلعب دورًا في بناء المجتمعات من خلال تعزيز الشعور بالانتماء لدى الأشخاص الذين غالبًا ما يتم التغاضي عن احتياجاتهم.

تُعدُّ السباحة أكثر الرياضات شعبية في برنامج "لكل القدرات"، حيث يلتحق في البرنامج حاليًا 97 سبّاحًا، ربعهم تقريبًا مواطنون قطريون.

سالم سعيد العيضة، طفل قطري من ذوي التوحد، ويبلغ من العمر سبع سنوات. شخصه الأطباء حين كان في الثانية من عمره، والتحق بدروس السباحة التي يقدمها برنامج "لكل القدرات" عندما كان في الثالثة من عمره.

العمر حقًا مجرد رقم في هذا البرنامج، بشرى ضياء البالغة من العمر 35 عامًا هي أكبر مشاركة في فصول السباحة الصديقة للقدرات.

تقول والدتها وفاء أحمد: "لا تستطيع بشرى المشي، لا تستطيع الجلوس أو فعل أي شيء بيديها، لكنها تستطيع أن تطفو على الماء".

تعاني ضياء من تشنجات عضلية في جميع أنحاء جسدها ولذلك تجد أن التواجد في الماء مريح بالنسبة لها.

وتقول والدتها: "الساعة التي تقضيها في المسبح كل أسبوع هي المرة الوحيدة التي تخرج فيها من الكرسي المتحرك، وهذه الجلسات هي أهم حدث في أسبوعها، كل أسبوع".

جوزيف رايان شاب يبلغ من العمر 17 عامًا ويعاني من اضطراب نادر يسمى (انعدام تكوُّن الجسم الثفني)، وهو عيب خلقي يؤثر على دماغه. ونتيجة لهذا الاضطراب، يعاني جوزيف من مشاكل في التنسيق بين الجانب الأيمن والأيسر من جسده، لذا لم يكن من السهل عليه السباحة.

ريان الذي كان بالكاد يستطيع وضع رأسه في الماء، لقد بات قادرًا الآن على تنسيق حركات يديه ورجليه جيدًا، ويمكنه السباحة دورة كاملة. تنسب والدته الفضل في التقدم الهائل إلى مدرب السباحة والطريقة التي يعمل بها البرنامج.

الطفل ألبرت أوبوكو، أحد أصغر المشتركين في البرنامج والبالغ من العمر أربع سنوات، لا يطيق الانتظار حتى يقفز إلى الماء مرتديًا أدوات تعلّم السباحة، وما إن يدخل الماء حتى يطالب بأن يُترك للسباحة وحيدًا.

إلى جانب السباحة، يعلّم البرنامج أوبوكو أيضًا مهارات حياتية، مثل الإنصات إلى التعليمات، وتولّي القيادة، والتي تقول والدته أنها "مهارات من المهم جدًا أن يتعلمها من هم في سنّه".

بالإضافة إلى كونه برنامجًا شاملًا لجميع الأفراد بغض النظر عن قدراتهم، يقدم البرنامج جائزة "قادر" المصممة لمساعدة أفراد المجتمع على المشاركة في هذا البرنامج بغض النظر عن قدراتهم المالية، وتمنح الجائزة لثلاثين أسرة سنويًا، ويحصل الفائزون فيها على اشتراك مجاني لمدة عام كامل.

إدراكًا للحاجة إلى المزيد من هذه البرامج، يعمل فريق السباحة في مؤسسة قطر على وضع خطة تتيح لهم تدريب واعتماد مدربي سباحة آخرين في جميع أنحاء قطر ليتمكنوا بعد ذلك من تقديم دروس ملائمة لكل القدرات في نواديهم.