هل استمعت يومًا إلى صوت الخيط؟
خريجة من مؤسسة قطر تستخدم فن التطريز الفلسطيني لتعزف ألحانًا تروي أنغامها حكايات عن الوطن
الحنين إلى جذورها الفلسطينية، وعشقها لأنماط التطريز الفلسطيني، ألهم نعيمة المجدوبة، خريجة جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، فكرة تحويل أنماط التطريز التي تعود أصولها إلى بلدات مختلفة في فلسطين إلى نغمات موسيقية فريدة من خلال مشروع تخرجها.
للتعمق في تاريخ التطريز الفلسطيني، أجرت نعيمة مقابلات مع العديد من الحرفيات من أنحاء فلسطين والأردن لمعرفة أصول كل نمط وما يعكسه ثقافيًا.
بعد التحاقها بفصل دراسي عن استكشافات الصوت، استخدمت نعيمة المعلومات التي جمعتها من الكتب والمقابلات التي أجرتها لتطوير مكتبة شاملة لأنماط التطريز الفلسطيني، وقامت بإعادة رسم كل منها غرزة تلو الأخرى عبر تطبيق أبليتون لايف الذي تعرفت عليه أثناء دراستها.
يقوم التطبيق بتحويل الأنماط المرئية إلى ملفات صوتية يتم تشغيلها بصورة دورية لعدة مرات مع تغييرات طفيفة في تركيبة الآلات الصوتية المُستخدمة. ونظرًا لأشكالها الفريدة، والاختلافات الدقيقة بين أنماط التطريز، تميّز كل منهم بلحن وانطباع خاص به.
أرادت نعيمة أن تخبر العالم عن جمال فلسطين وبصمتها الثقافية القابعة في التقاليد والحرف التاريخية التي لا يأتي الإعلام على ذكرها ولو قليلاً، وغالبًا ما تضيع في سياق الأحداث المتعلقة بالاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
تقول نعيمة: "مع عولمة كل شيء في الوقت الحاضر، أسعى إلى التأكيد على هوية تلك الأنماط التي يمكنك أن تجدها على بعض العلامات التجارية المعروفة للأحذية والملابس، ولكن القليل فقط يعلم أنها أنماط فنيّة تعود أصولها إلى فلسطين".
تسعى نعيمة إلى تثقيف جيلها والأجيال القادمة حول هذه الحرفة التي طالما تم توريثها عبر الأجيال. حيث تقول: " لم يعد الناس حريصين على البحث وراء الأشياء ومعرفة أصولها الحقيقية. لذا، آمل أن يساعد هذا المشروع في إبقاء تلك الحرفة على قيد الحياة".
أجرت نعيمة ورش عمل حول مشروعها لزملائها من مختلف المراحل في تخصص تصميم الجرافيك، وتعلّمت حرفة التطريز الفلسطيني بنفسها، وتسعى إلى نقل هذا الإرث التاريخي لأطفالها وأحفادها.
ألّفت نعيم كتاب يحمل عنوان مشروعها "صوت الخيط" جمعت من خلاله كافة المعلومات التي استقتها من الكتب والمقابلات التي أجرتها مع حرفيات فلسطينيات ليصبح مرجعًا ملموسًا لتاريخ فن التطريز الفلسطيني.
استطاعت نعيمة من خلال مشروعها أن تربط أنماط التطريز الفلسطينية ببلداتها الأصلية من يافا، ورام الله وبيت لحم وغزة والقدس وبئر السبع، وأن تجمع بين العنصر المرئي والمسموع في آن واحد لخلق تجربة فريدة تحمل آلاف الحكايات التي لم تُروَ عن تاريخ فلسطين.
See more tap stories